حتى وقت قريب، كانت الطريقة الوحيدة لمعالجة تراخي الجلد في الوجه هي عمليات تجميل وشد الوجه، ظلّ المعتقد الراسخ بأذهان الجميع أنه بمجرد وجود الجلد المتراخي، يمكن فقط للمشرط الجراحي إزالته، مما يسبب ذعرًا لمن يخشى العمليات التجميلية، و إحباطًا لمن لا تتيح لهم حالتهم الصحية أو المادية الخضوع لهذه العمليات. إذا كنت أحد هؤلاء الذين يريدون حلًا آخرًا غير العمليات الجراحية، فسوف يسعدك معرفة أن نوعًا جديدًا من الإجراءات قد تم تطويره لرفع وشد الوجه دون الحاجة للخضوع لعملية جراحية، هذا الإجراء يُدعى خيوط شد الوجه.
خيوط شد الوجه هي نوع من الإجراءات التجميلية، حيث يتم استخدام خيوط مؤقتة لإحداث شد خفي في الجلد، فبدلاً من إزالة الجلد الزائد جراحيًا، يقوم طبيب التجميل بشد الجلد الزائد عن طريق خياطة أجزاء منه، وبالتالي رفع وشد الوجه. بالإضافة إلى كونها مثالية لرفع الجلد، فإن الخيوط تحارب الشيخوخة بطريقة أخرى، من خلال تحفيز الجسم لتوجيه كميات كبيرة من الكولاجين إلى المناطق المعالجة.
ومع تقدمنا في السن، تنتج أجسامنا تدريجيًا كميات أقل وأقل من الكولاجين، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض بنسبة 80٪ من سماكة الجلد في عمر يناهز 70 عامًا. هذا الفقد في الحجم والقوة عامل كبير في وجود الجلد الزائد والتجاعيد، ومع ضعف نمو الجلد، لن يعود الجلد قادرًا على دعم الأنسجة تحته بشكل كافٍ، مما يعني أن الجاذبية تسحبه إلى الأسفل.
وبعبارة أخرى، توفر هذه العملية تجديد مستمر وتدريجي لأنسجة الوجه، فالمرضى الذين يتم علاجهم باستخدام خيوط شد الوجه لغرض تحفيز الكولاجين سيلاحظون تحسنًا تدريجيًا في مدى سمك الجلد ومظهره. في حين أن الخيوط تظل في مكانها، فإن استجابة الجسم سيتم تفعيلها بشكل مستمر لأن الجسم سوف يستجيب للمناطق الخيطية حيث يحاول الجسم طرد الغرز عن طريق إفراز الكولاجين، فالجسم مبرمج بيولوجيًا للتفاعل بهذه الطريقة عندما يستشعر أي جسم غريب موجود داخله. ومن مميزات خيوط شد الوجه أن الخيوط التي توضع تحت الجلد أثناء شد الوجه صغيرة جدًا، لذلك فإن المريض لن يشعر غالبًا بأي شيء من خطوات إدخال تلك الخيوط.
ما الذي يميز عملية شد الوجه بالخيوط عن عمليات تجميل الوجه؟
- قلة الوقت اللازم للتعافي بعد إجراء خيوط شد الوجه، فعمليات تجميل الوجه تتطلب وقتًا لزوال أثر التخدير، كما تتطلب رعاية خاصة لمدة ثلاثة أيام بعد العملية، كما قد يعاني المريض الخاضع لعمليات تجميل الوجه من عدم قدرته على استئناف العمل إلا بعد مدة تستغرق من أسبوع إلى أسبوعين بعد العملية.
- يتم شد الخيوط بالوجه تحت تأثير المخدر الموضعي، بدلًا من المخدر الكلي، مما يعني أن مرضى خيوط شد الوجه يستطيعون العودة بأنفسهم إلى المنزل، ولا يحتاجون لعناية خاصة بعد إجراء العملية. .
- في حين أن التعافي من خيوط شد الوجه ليس معقدًا بشكل خاص، لكن سيظل على المرضى اتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة أثناء الشفاء. فمن المهم التأكد من عدم فرك وجهك بقوة أثناء تطهيره أو أثناء وضع المرطب لمدة أسبوع على الأقل من العملية، كما يجب عليك أيضًا محاولة رفع رأسك قليلًا حتى لا تتدحرج الخيوط مباشرة على وجهك أثناء النوم.
- كما أن خيوط شد الوجه لها مضاعفات أقل كثيرًا من عمليات شد الوجه، فلا يوجد أي خطر من حدوث ندبات أو كدمات شديدة أو نزيف أو مضاعفات أخرى. في حالات نادرة، قد يعاني المرضى من تهيج أو عدوى أو ظهور الخيوط تحت الجلد بشكل ملحوظ، إذا حدث ذلك، يمكن ببساطة إزالة الغرز ويعود وجه المريض إلى حالته السابقة.
- وأخيرًا، نظرًا لأن تنفيذ عمليات شد الوجه باستخدام الخيوط أسهل بكثير من إجراء جراحة تجميلية، فإن أسعارها أقل بكثير.
من هم المرشحون الجيدون ؟
- على الرغم من أن خيوط شد الوجه تحدث بالتأكيد تغيرات مرئية، إلا أنها بشكل عام سترفع جلد الوجه بمقدار بضعة مليمترات فقط. على هذا النحو، فإنها تخلق نتيجة نهائية أكثر فعالية وطبيعية من عملية تجميل الوجه، لذلك خيوط شد الوجه هي الخيار الأنسب للمرضى الذين يعانون من علامات خفيفة إلى معتدلة من التراخي في الجلد.
- عادةً ما يكون المرشح المثالي لإجراء خيوط شد الوجه في أواخر الثلاثينات من عمره إلى أوائل الخمسينيات، أما المرضى فوق سن الخامسة والخمسين سيستفيدون بشكل أكبر من عمليات تجميل الوجه الجراحية.
- ونظرًا لأنه يمكن إجراء عمليات شد الوجه باستخدام الخيوط تحت تأثير التخدير الموضعي، فإن العديد من الأشخاص الذين لديهم حالات مرتبطة بالعمر تجعلهم غير مؤهلين لإجراء الجراحة، مثل ارتفاع ضغط الدم والنوع الثاني من داء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، هؤلاء يمكنهم الحصول على هذا العلاج بأمان.
يمكن أن تستمر نتائج عملية تجميل الوجه لمدة تصل إلى عشر سنوات، في حين أن نتائج خيوط شد الوجه تستمر بشكل عام من سنة إلى ثلاث سنوات.