كانت عمليات التجميل الجراحية في الماضي تقتصر على تلك التي تهدف لترميم الوجه أو الجسم خاصة في حالة وجود عيب خُلقي أو في حالة تعرّض المريض لحادث ما أدى إلى تشويه الجلد أو الأنسجة.
توسعت هذه الأنواع اليوم تمامًا حيث أصبح مصطلح “جراحة التجميل” يشمل العديد من الأنماط المختلفة التي تهدف إلى إبراز جمال وملامح الوجه والجسم مع القضاء على أي عيوب محرجة.
أنواع عمليات جراحة التجميل
تشعّبت جراحات التجميل خلال الفترة الأخيرة، حيث ساعد التطور العلمي الهائل الذي شهده العالم في إيجاد الكثير من التقنيات والعلاجات التي تستخدم في جراحات التجميل لكل من الوجه والجسم على حد سواء. وهذا بهدف القضاء على أي عيوب في مظهر وشكل المريض والتي قد تؤثر على صحته البدنية والنفسية.
من أنواع وتقنيات جراحة التجميل الدارجة للعام الجاري، نذكر ما يلي:
الجراحة التجميلية للوجه
باعتبار الوجه نافذةً للروح ومن أهم أجزاء الجسم على الإطلاق، نجد أن مجال التجميل الخاص بالوجه قد اهتمّ بأدق التفاصيل.
فالجراحات فيه تتفرع لعدة أنواع مثل شد الرقبة ، جراحات تجميل الأنف، جراحات تجميل الأذن، جراحات شد الوجه، وأخيرًا جراحة تجميل الجفن.
“LitLift” أو تقنية تحديد ملامح الوجه هي تقنية حديثة من خلال طريقة وضع مفتّح البشرة أو الـ highlighter إذ يحدد ملامح الوجه الرئيسية وأهمها المناطق الستة التي نضعه عليها لإبراز الخطوط الكنتورية أو المضيئة: الجبين، عظام الحاجب، عظام الخد، وسط الأنف والشفة العلوية والذقن.
يستخدم العلاج مزيجًا من مستحضرات التجميل والحشو لتسليط الضوء على الوجه وتحديده بنفس الطريقة التي يمكن بها وضع الماكياج. الفارق الكبير هو أن نتائج LitLift يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى عامين.
جراحة تجميل الجسم
في محاولة للحصول على جسم خالِ من العيوب، يسعى الكثيرون للاستفادة من هذه الطفرة العلمية في مجال الطب التجميلي. إذ أصبحنا نجد ارتفاعًا ملحوظًا في نسب المرضى الذين يخضعون لعمليات جراحة التجميل للجسم.
تُعتبر أهم الأنواع حتى الآن عمليات تجميل البطن والتي تشمل شفط الدهون بالليزر أو بالفيزر وعملية شد البطن. هذا بالإضافة إلى جراحات تجميل الجسم الأخرى مثل شد الذراعين ونحت القوام ورفع المؤخرة وجراحات إنقاص الوزن. لكن جرى مؤخرا استحداث تقنيات غير جراحية خاصة لمن لا يرغب في الخضوع لعملية شد الوجه أو تجميل البطن. ونتيجة لذلك، أصبحت خيارات شد الجلد غير الجراحي باستخدام الترددات اللاسلكية والحرارة تجذب الكثيرين بشكل متزايد.
من أحدث العمليات في هذا الفرع من الطب التجميلي نجد خيارات نحت الجسم غير الجراحية أو ما يُسمى EmSculpt والتي تتمثل في تحديد عضلات البطن والأرداف جنبًا إلى جنب مع شد الجلد وتدليكٍ يساهم في تعزيز الجهاز الليمفاويّ للجسم.
في هذا العلاج، يدخل المريض في برنامج أسبوعي، يخضع طواله للضوء LED أو الأشعة تحت الحمراء للحفاظ على النتائج. تساعد هذه العلاجات على إزالة السموم ، واستعادة نشاط الجسم وتقويته بعد الإجهاد الذي نمر به جميعًا
جراحة تجميل الثدي
لا أحد ينكر أن مراحل الحمل والولادة ثم الرضاعة التي تمر بها معظم السيدات قد تؤدي إلى تشويه مظهر الثدي مع مرور الوقت. لذلك عندما ظهرت جراحات رفع الثدي وتجميله اهتمت بها العديد من النساء ووجدن فيها حلّا لمشكلتهن. كما تشمل جراحة التجميل لمنطقة الثدي إجراءات تجميلية أخرى مثل تصغير الثدي لمن لا يفضلن مظهر الثدي الكبير.
من المهم أن نذكر أيضًا أن جراحات التجميل لمنطقة الثدي لا تقتصر على السيدات فقط، إذ يعاني الكثير من الرجال من مشكلة التثدي أو كبر حجم الثدي، وهو ما يتسبب لهم بمشاكل نفسية تجعل من مثل هذه الجراحة التجميلية حلاًّ مثاليا لهم.
أسباب اللجوء إلى جراحة التجميل
كانت أسباب اللجوء إلى جراحة التجميل في الماضي محدودة ومنطقية إلى حد كبير ولا تخرج عن جراحة التجميل الترميمية بسبب الحوادث أو إصلاح العيوب الخلقية. لكن مع مرور الزمن وزيادة التكنولوجيا وتطور الطب التجميلي، اتسعت وتشعبت عوامل اللجوء لمثل هذه الجراحات وأصبحت تشمل أسباباً مستحدثة مثل:
- الحصول على قوام وطلة مثالية: يبحث الجميع عن حل لفقدان الوزن والحصول على الشكل المثالي، مما يجعلهم يقبلون على جراحات مثل تكميم المعدة، شفط الدهون، نحت القوام وغيرها.
- إرضاء شريك الحياة: ففي بعض الأحيان وخاصة بعد الحمل والرضاعة قد يحدث زيادة في الوزن وترهلات لبعض أجزاء الجسم، وهو ما قد يسبب الضيق لشريك الحياة. في المقابل قد يواجه الرجال المشكلة ذاتها بسبب إهمالهم لممارسة الرياضة أو مراقبة حميتهم الغذائية.
- الرغبة في تقليد المشاهير: فمع تأثر ملايين الأشخاص بالنجوم والمشاهير الذين يظهرون في مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، زادت رغبتهم في الحصول على ابتساماتهم البيضاء الناصعة، قوامهم الممشوق، شفاههم الممتلئة وغيرها من التفاصيل التي تكرّرت إلى أنظارهم.
- التجديد بهدف التغلب على الملل: أصبح الملل من الشكل التقليدي أمرًا شائعًا بين من يهتمون بشكلهم إلى درجة الهوس. ومن أجل التغلب على ما يحس به الشخص من ملل، يلجئ إلى إحدى الإجراءات التجميلية المختلفة.
نصائح مهمة قبل إجراء الجراحة
قد تكون جراحات التجميل في العديد من الأوقات أمرًا ضروريًا وحتميًا للحفاظ على صحة المريض، كاللجوء لعمليات تخفيف الوزن مثلاً.
لذلك من المهم أن نتعرف على بعض الأمور التي يجب القيام بها لتجنب مخاطر جراحة التجميل قدر الإمكان:
- اختيار الطبيب: كلما كان الطبيب معروفًا وذو سمعة طيبة وخبرة طويلة في نفس مجال الجراحة، كلما كان ذلك مؤشرًا إيجابيا على نجاح العملية.
- اختيار المركز الطبي: على المركز الطبيّ أن يكون مجهزًا بأحدث الأدوات والأجهزة الطبية وغرف الجراحة المخصصة.
- إجراء التحاليل الطبية والفحوصات اللازمة: يعتبر هذا الإجراء ضروريًا وهامًا للغاية قبل الخضوع لأي عملية جراحية بشكل عام.
- استشارة الطبيب: قبل اتخاذ القرار بشأن إجراء جراحة التجميل، من المهم استشارة طبيب متخصص أولًا لينصحك بما يتناسب مع حالتك.
- لا ينصح أبدًا بتجريب أي إجراء طبي حديث أو الخضوع لأي جراحة جديدة لم تثبت نتائجها بعد. فمن الأفضل الانتظار حتى يتم تجربتها بشكل موسع لتتمكن من الحكم عليها ومعرفة نسبة نجاحها.
- البحث الجيد عن السلبيات والآثار الجانبية لكل إجراء جراحي إن كنت مقبلًا على الخضوع له.
- تجارب المرضى السابقين من الأمور الهامة للغاية وعليك البحث عنها ومعرفتها قبل اتخاذ قرارك النهائي.
المضاعفات المحتملة
يتساءل أي شخص مقبل على إجراء جراحة التجميل عن مضاعفات للجراحة التي يريد إجراءها، حتى يكون على وعي كامل بكل جوانب الجراحة الإيجابية والسلبية قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة. لذلك دعونا نساعدكم في الإجابة عن هذا السؤال ونخبركم ببعض الأمور الهامة التي يجب وضعها في الاعتبار:
- لا تتساوى خطورة وسلبيات جميع أنواع جراحات التجميل، حيث تختلف باختلاف نوع الجراحة التجميلية والمنطقة المراد تجميلها.
- يعتبر التعرض لنزيف أو التهابات الجرح من المخاطر محتملة الحدوث والتي يجب وضعها في الحسبان.
- التورم والكدمات أمر طبيعي الحدوث خاصة عندما يتعلق الأمر بجراحات نحت الجسم وشفط الدهون.
- الجلطات من المخاطر واردة الحدوث بعد جراحة التجميل.
- مخاطر التخدير الكلي من الأمور المهمة التي يجب الالتفات لها عند الإقدام على إجراء جراحة تجميلية.
- احتمالية خروج النتيجة النهائية على عكس المتوقع أمر وارد الحدوث في هذا النوع من العمليات.
في النهاية، من المعلوم أن الجميع يرغب في بلوغ شكل مثاليّ وجمال لا نظير له، لكن من المهم أن نتأكد أولًا أننا بحاجة حقيقية لإجراء جراحة التجميل قبل الإقدام عليها مع الإلمام بكل جوانبها الإيجابية والسلبية. فالإفراط في هذا النوع من العمليات من شأنه أن يعطي نتيجة عكسية تزيد من عمق المشكلة الموجودة مسبقا